محتويات مقالة
تعلم النحو من الصفر، النحو هو بمثابة العمود الفِقري للغة العربية، حيث هو القانون المنظم لتركيب الجُمل التي يتكون منهاالكلام بصفةٍ عامة، وهو المنظم للحركة والسكون، ولا توجد أدنى مبالغة إذا قلنا أنه بدون النحو سنفقد لغة التواصل بيننا، وسيتعثر فهم أحدنا للأخر.
لأنه وبلا شك، إذا لم يكن علم النحو، فكيف كنا سنفهم كلام الله، كيف كنا سنفهم القرآن الكريم، والسنة المطهرة، فاللغة العربية هى بلا شك لغة القرآن الكريم، وهى أيضًا لغة أفصح خلق الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث نجد أن الله تعالى: { الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ* إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } يوسف- 1، 2.
تعلم النحو من الصفر:
والعرب كانت قبل ووقت نزول القرآن أفصح الناس ألسنةً، وكانت اللغة العربية تخرج من بين شفاهم طيعةً، فلا تلقى نشوذا على أذان المستمعين من الناس، فكانت تنطلق دون لحنٍ أو تحريف، ولذلك كانت المعجزة الأكبر والأعظم لرسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه هى القرآن الكريم، أفصح كتاب على وجه البسيطة منذ خُلقت وحتى قيام الساعة.
ومع كثرة الفتوحات الإسلامية، وإنتشار الإسلام في بِقاعٍ كثيرة من الأرض، دخل الإسلام بعض الأعاجم، وهم بطبيعة الحال لا يتمتعون بتلك الفصاحة التي يتمتع بها العرب، فبدأ وجود اللحن في اللغة العربية، وعليه فقد خافت العرب على لغتهم، لذلك كان علم النحو هو الحامي والحافظ للغة العربية، وسوف نتكلم عبر الأسطر القليلة القادمة عن:
-
نشأة علم النحو.
-
تعريف علم النحو.
-
أهمية علم النحو.
تعلم النحو من الصفر
لكي تتعلم النحو من الصفر لابد أن تعرف الفرق بين:
- الاسم والفعل والحرف وأمثلة عليه
- الفرق بين الإضافة بالحرف والإضافة بالجر
- إعراب المبتدأ والخبر
- الحروف الناسخة والأفعال الناقصة الناسخة
- إعراب الحرف واعراب الفعل الماضي والمضارع والأمر
- علامات الإعراب الأصلية والفرعية
- الجمل وأنواعها والجمل التي لها محل من الإعراب و الجمل التي لامحل من الإعراب
1- نشأة علم النحو:
لنتفق بدايةً أن المصدر الأساسي لعلم النحو هو كلام العرب بالإستقراء، حيث أن كلام العرب سواء كان شعرًا، أو نثرًا كان بمثابة اللبنة الأولى لهذا العلم، ثُم كان الكتاب والسنة النبوية المُطهرة، هم الدليل والنبراس، وهم الحُجة والبرهان، في تعزيز وترسيخ قواعد النحو.
ولقد تعددت الروايات والأحاديث حول نشأة علم النحو، ولكن لا شك أن أول من تكلم في علم النحو هو سيدنا علي بن أبي طالب– كرم الله وجهه، وهناك روايتين شهيرتين في هذا الشأن.
الرواية الأولى:
عندما سمع أبو الأسود الدؤلي رجل يقرأ القرآن، وكان يقرأ قول الله تعالى:
{ وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } التوبة- 3.
ولكن الرجل أخطأ في القراءة فقرأ ” أن الله برئ من المشركين ورسوله ” مجرورة في رسوله، والصواب أن تقرأ مرفوعة، لأن المعنى يتغير تمامًا، لأنه عندما تقرأ مجرورة فهى تكون معطوفة على المشركين، ويصبح معنى الآية أن الله يبرئ من المشركين ومن الرسول أيضًا، وهذا طبعًا منافٍ للصواب تمامًا، أما عندما تُقرأ مرفوعة فالمعنى يكون أن الله تعالى يبرئ من المشركين، وكذلك الرسول صلوات ربي وسلامه عليه يبرئ من المشركين، وهنا ينضبط المعنى ويستقيم الفهم.
لذلك هرع أبو الأسود الدؤلى، إلى سيدنا علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه، وقص عليه الواقعة، فلمس سيدنا علي- كرم الله وجهه ما يحط على اللغة العربية من خطر عظيم، يُمكن أن يعصف بها، فأمسك رقعةً من ورق أو نحو ذلك، وقلمًا وكتب عليها بسم الله الرحمن الرحيم… الكلام اسم وفعل وحرف، وفصل ذلك الإسم ما أنبأ عن المُسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المُسمى، والحرف ما أنبأ عن ما هو ليس إسمًا ولا فعلًا، ثم ناول الرقعة لأبو الأسود الدؤلي وقال له انحُ هذا النحو.
تعلم النحو من الصفر
الرواية الثانية:
عندما سمع سيدنا علي بن أبي طالب_ كرم الله وجهه، جارية له تقول ” ما أجمل السماءِ ” فقال لها ” النجوم ” فقالت له، ما هذا أردت إنما أردت أن أتعجب، فقال لها قولي إذًا: ما أجملُ السماءَ!
وهنا شعر سيدنا علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه، أن اللغة العربية تمر بمنعطف خطير، فأخذ يُقسم الكلام إلى اسم وفعل وحرف، وكان أن زاره أبو الأسود الدؤلي فأعطاه الإمام- كرم الله وجهه، ما كتب وقال له انحُ هذ النحو.
إذن فإن واضع اللبنة الأولى لعلم النحو هو الإمام علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه، وأول من حمل على عاتقه إرساء قواعده كان أبو الأسود الدؤلي، ثُم تلاه كثيرين فكان أبرزهم وأشهرهم وهو الذي أكمل ما بدأه أبو الأسود الدؤلي هو: ” الخليل بن أحمد الفراهيدي ” ثُم كان ” أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر ” وهو الشهير ب ” سيبويه ” وإليه يُنسب علم النحو، حيث هو الذي وضع الأدلة والشواهد من كلام العرب لقواعد علم النحو، لذلك أصبح ” مؤلف سيبويه ” في علم النحو، هو الأساس والمرجع لكل من أتى بعده وكان إهتمامه علم النحو.
تعلم النحو من الصفر
2- تعريف علم النحو:
علم النحو، هو علم يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب، فيحدد الخصائص التي تكتسبها الكلمة من موقعها الإعرابي، وبناءً عليه يتعامل معها بإعطائها الحُكم الإعرابي، مِثل الرفع أو النصب أو الخفض.
ولا أفصح من بيتٍ من الشعر يعرف ويفسر لنا ما هو علم النحو مثل:
للنحو سبع معاني قد أتت لغة ….. جمعتها ضمن بيتٍ مفرد كَملا.
قصد ومثل ومقدار وناحية ….. نوع وبعض وحرف فاحفظ المثلا.
-
القصد: يتمثل في قصدتك بمعنى نحوت نحوك.
-
المثل: ويتمثل في تفاءلت برجلٍ مثلك، بمعنى تفاءلت برجلٍ نحوك.
-
المقدار: ويتمثل في لك عندي نحو مائة رزمة، ومعناها لك عندي مقدار مائة رزمة.
-
الناحية: وأيسر ما يعبر عن ذلك أتيت نحوك، أو ذهبت نحو المبنى.
-
النوع: مثل إن لهذه القصة أربعة أقسام.
-
البعض: مثل بعض الكلمات الشهيرة ” أكلت نحو الخبز، أي أكلت بعض الخبز.
-
الحرف: ومعنى تحريف الكلام، أي يكون المعنى ينحل.
فموضوع علم النحو الأساسي هو معرفة وتمييز الإسم من الفعل من الحرف، وكذلك تمييز المعرب من المبني، والمرفوع من المصوب من المجرور من المجزوم، وبعد ذلك تحديد العوامل المؤثرة في هذا كله، وقد حاولت تبسيط ذلك فى الرسم الأتي:
تعلم النحو من الصفر
3- أهمية علم النحو:
يقول الإمام مالك بن أنس: ” الإعراب حُلي اللسان، فلا تمنعوا ألسنتكم حُليها “، فعلم النحو هو صيانة اللسان عن الخطأ واللحن في الكلام، وخاصةً لِما أُشتهرت به العرب من الفصاحة، وكذلك لفهم كلام الله تعالى، وكلام سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ويمكن إيجاز أهمية علم النحو في بعض النقاط بغرض التيسير على القارئ العادي حتى يعرف أهمية تعلم النحو من الصفر.
-
فهم القرآن الكريم والحماية من الوقوع في الخطأ والتحريف.
-
فهم السنة النبوية المطهرة الفهم الصحيح.
-
حماية اللغة العربية من الإندثار، وذلك بحماية التراث الثقافي لكلام العرب بالتوضيح والفهم.
-
الوقوف على دلائل اللغة العربية ومعرفة مفرداتها جيدًا.
-
التمييز بين المعاني المختلفة، ويتضح ذلك جليًا في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسوله صلوات ربي وسلامه عليه، حيث أن للتشكيل بحركات الرفع والنصب والجر أهمية كبرى نسوقها إليك في المثال الأتى، والذى يتكون من جملة واحدة:
-
أكَرمَ الناسُ أحمدَ، ومعناه الناس هم الذين أكرموا أحمد.
-
أكرمَ الناسَ أحمدُ، ومعناه أحمد هو الذي أكرم الناس.
-
أكرمُ الناسِ أحمدُ، ومعناه أحمد هو أكرمهم.
-
أكرمِ الناسَ أحمدُ، ومعناه أكرم الناس يا أحمد.
ومن المثال السابق يتضح لنا أهمية التشكيل بحركات الرفع، والفتح، والكسر بصفة خاصة، وأهمية النحو بصفة عامة، وحتى يصبح عندنا جيل يعرف اللغة العربية جيدًا، ويعرف أصول النحو والإعراب، وأقسام الكلمة، وبعد أن تم التعرف من خلال ما تم عرضه، على نشأة النحو، وتعريف النحو، وأهمية النحو، وحرصًا منا على نشر وتيسير علم النحو للجميع، ومساهمةً من موقع أسرتي، لكل من أراد تعلم النحو من الصفر وحتى يصل إلى الإحتراف قراءة وفهم هذه المذكرة، للقراءة والتحميل من هنا
تعلم النحو من الصفر
النحو هو القصد لغةً وإصطلاحًا، وبدونه لن نتمكن من فهم اللغة العربية، لذلك وجب على الجميع فهم وتعلم النحو من الصفر، وقد حاولت عبر السطور الفائتة إلقاء بعض الضوء على نشأة، وتعريف، وأهمية علم النحو على أن تتسع مقالات أخرى كسلسلة لتعلم النحو من الصفر.