عندما يهل هلال شهر رجب تتوق الانفس إلى الطاعة والعبادة، ومنها عبادة الصوم ويبدا المسلمون في صيام شهر رجب، و فضل شهر رجب من الأمور المعروفة لأنه أحد الأشهر الحرم التى عظمها الله تعالى في قوله: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾.
وقد وردت الأشهر الحرم في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث “الصحيحين” في حجة الوداع بأنها ثلاثة سَرْد ومعنى سرد -أي متتالية-: وهي ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وواحد فرد: وهو رجب مضر الذى بين جمادى الآخرة وشعبان.
وقد ذكر الإمام الطبرى وهو إمام المفسرين ببغداد والكوفة والبصرة فى “تفسيره” عن قتادة أنه قال: “إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووِزْرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حالٍ عظيمًا، ولكن الله يعظِّم من أمره ما شاء”، وروى عنه أيضًا قال: “إن الله اصطفى صَفَايا من خلقه؛ اصطفى من الملائكة رسُلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفى من الكلام ذكرَه، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضانَ والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلةَ القدر، فعظِّموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظَّمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل”.
وسميت الأشهر الحرم بهذا الإسم لحرمة الدماء والقتل فيها والظلم والحكمة من ذلك هو توفير الأمن والأمان للحجاج والمسافرين في هذه الأشهر
كيفية الطاعة في شهر رجب:
- كثرة التقرب إلى الله تعالى بالعبادات الصالحة؛ من صلاة، وصيام، وصدقة، وعمرة، وذكر، وغيرها، فالعمل الصالح في شهر رجب والأشهر الحرم له ثوابه العظيم.
وبالنسبة للصوم، فليس هناك ما يمنع من إيقاع العبادة في أي وقت من السنة إلا ما نص الشرع عليه؛ كمثل صيام يومي العيد الفطر والأضحى وأيام التشريق.
حكم صيام شهر رجب:
- أما الصوم في شهر رجب فقالت دار الإفتاء سواء في أوله أو في أي يوم فيه فهو جائز ولا حرج فيه؛ وذلك لعموم الأدلة الواردة في استحباب التنفل بالصوم، وكذلك ولم يرد ما يدل على منع الصوم في رجب، والقاعدة الشرعية تقول “إن الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال”، فلا يجوز تخصيص شيء من ذلك إلا بدليل،لذلك الصوم في رجب كغيره من الشهور طاعة أو نافلة لا يخصصه، وإلا عد ذلك ابتداعًا في الدين؛ بتضييق ما وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
ماهو فضل صيام شهر رجب:
- وممَّا ورد في فضل الصوم فى شهر رجب؛ بخصوصه حديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ» .
ويستحب الصوم في شهر رجب كما في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» ،فدل ذلك على استحباب الصوم في شهر رجب.
بمجرد دخول شهر رجب تبدأ الطاعات وعلى الإنسان أن يتخلى عن المعاصي حتى يتفرغ لعبادة الرحمن الحليم المنان، وهو رب الأكوان،عبادته واجبة في كل وقت وفي الأشهر المباركة أفضل وأجود وفضل صيام شهر رجب كبير لذلك عليكم بالصوم، ففيه الرفعة والدرجات العلى.