محتويات مقالة
فوبيا الظلام أسبابها وطرق علاجها ، الخوف من الظلام “نيكتوفيليا” هو أمر شائع في كثير من الناس وخاصة فى الأطفال، وكبار السن، ولكن قبل الحديث عن الخوف من الظلام أو رهاب الظلام، يجدر بنا أن نعرف ماهية الخوف بصفة عامة، وما هى الأسباب التي تدفع على الخوف، ومتى يكون الخوف أمر طبيعي، وكذلك متى يكون الخوف أمر غير طبيعي.
فوبيا الظلام أسبابها وطرق علاجها:
الخوف فى المعنى الأعم والأشمل هو مجموعة من الأحاسيس التي تسيطر على الشخص وتجعله في حالة ترقب لأشياء متصورة فى ذهنه، والخوف عادةً ينشأ نتيجة للخبرات والتراكمات الحياتية والتى تحدث وتتكون غالبًا فى مرحلة الطفولة و تترسخ داخل ذهن الشخص، وعليه فإن الخوف ظاهرة مكتسبة فى أغلب صوره، حيث تفسر ظاهرة الخوف بأنه ” توجد مجموعة من المخاوف وراثية يولد بها الشخص مثل الخوف من سماع الأصوات المرتفعة جدا، والخوف من الأصوات الفجائية كأصوات المفرقعات كما أن هناك مخاوف مكتسبة كالخوف من الظلام، والحشرات، والأماكن المغلقة، والأماكن العالية، والأفاعى، وما شابه ذلك. والخوف بصفة عامة هو شعور طبيعي موجود لدى جميع البشر، وهولا يقتصر على جنس دون أخر، أو على مرحلة عمرية دون أخرى سواء أطفالًا أو كبارًا، رجالًا أو نساءًا، والخوف طالما فى الحدود الطبيعية، وله ما يبرره فهو إذن أمر طبيعي، بل على العكس تمامًا قد يكون دافعًا وباعثًا على النجاح والتقدم فى أمور عدة، والأمثلة على ذلك كثيرة ولا حصر لها وقد تتسع موضوعات أخرى لذلك، ولكنني هنا سوف أسوق بعض الأمثلة التي قد يكون الخوف فيها واجب ومحمود كالخوف من الله، والأمثلة التي يكون الخوف فيها دافعًا للنجاح والتقدم.
الفرق بين الخوف الواجب والمحمود:
الخوف الواجب والمحمود:
تتضح لنا صورة الخوف الواجب والمحمود فى قول الله تعالى فى محكم اياته، وفى الحديث القدسي.
-
{ فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } آل عمران : 175
-
{ وقال الله لاتتخذوا إلهين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون } النحل : 51 { فلا تخشوا الناس واخشون } المائدة : 3
-
ويقول الله عز وجل فى الحديث القدسي : { وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين، إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة }
-
وقال صلى الله عليه وسلم : “والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقي”.
الخوف دافعًا للنجاح والتقدم :
الخوف قد يكون دافعًا للنجاح والتقدم، ومن أمثلة ذلك، خوف الطالب من الرسوب والفشل فى الإمتحان يكون دافعًا له لاستذكار دروسه والنجاح، كما أن خوف الأم على صغارها يكون دافعًا لها للإهتمام والعناية بهم، والحرص عليهم، والأمثلة كثيرة جدًا على هذا النحو، ولكي تتضح الصورة أكثر يجب أن نفرق بين الخوف الطبيعي والخوف الغير طبيعي أو الخوف المرضى ( الرهاب )
أمثلة من الخوف الطبيعي :
الخوف من الحيوانات المفترسة.
الخوف من الرسوب أو الفشل فى الأمتحانات أو المشروعات الجديدة أو العلاقات الجديدة بين الناس، ……إلخ.
الرهبة من ركوب الطائرات أو ركوب البحر لأول مرة. فوبيا الخوف من السفر إلى الأماكن البعيدة والمهجورة. القلق والخوف من مقابلات العمل إختبارات القبول مثلًا.
الخوف الغير طبيعي أو الخوف المرضي : الخوف الغير طبيعي أو الخوف المرضى ” الرهاب ” ويتمثل فى حالات الهلع والذعر، وقد يشمل الخوف المرضي جميع ما سبق، ولكن بدرجات عالية جدًا، تجعل الشخص المريض فاقدًا للسيطرة تمامًا على نفسه، بالإضافة إلى أشكال أخرى من الخوف المرضي.
أمثلة الخوف المرضي:
-
فوبيا الأماكن المغلقة. ـ
-
الضيق من الأماكن الضيقة.
-
ـ الخوف من الأماكن الواسعة والمفتوحة.
-
ـ الخوف من الأماكن العالية والمرتفعة جدًا.
-
-
ـ الخوف من الظلام.
-
ـ الخوف من الموت.
-
الرعب من الرعد.
-
الإنزعاج والرعب من البرق
-
رهب الأشخاص من الضوضاء.
-
ـ الرهاب من الحشرات.
-
ـ الخوف من الأشياء الحادة.
-
خوف الإنسان من المجهول.
-
ـ كراهية وخوف من العمليات الجراحية.
-
ـ الخوف من الخوف.
وخلاصة ذلك أن ثمة فرق جوهري وأساسي بين الخوف الطبيعي والخوف المرضي، هو أن الخوف الطبيعي يكون خوف له ما يبرره، كما أنه يكون فى حدود الأمر الطبيعي والمقبول مجتمعيًا، أما الخوف المرضي فهو خوف ليس له ما يبرره كما أنه يجعل الشخص المريض أسيرًا إحساسه هذا، كما أنه يصبح غير متحكمًا فى نفسه أو تصرفاته، مصابًا بذعر وهلع شديدين وفى أغلب حالاته المتقدمة يصاحب ذلك الشعور أعراض جسمانية التعرق، وزيادة نبضات القلب، والإحساس بالتنميل والشد العضلي. والخوف المرضي ” الرهاب ” قد يصاب به أي شخص مهما كان ناضجًا أو ناجحًا أو قويًا فنجد مثلًا القائد العظيم (نابليون بونابرت) على الرغم من عبقريته العسكرية وشهرته الواسعة وقوته فى خوض المعارك أنه كان يخاف خوفًا شديدًا من القطط، فوبيا القطط، حتى أن هذا النوع من الرهاب مشهورًا بين الباحثين والمهتمين بإسم ” فوبيا نابليون “.
أسباب الخوف المرضي:
-
نتيجة تغيرات بيوكيميائية تحدث في الدماغ.
-
أسباب جينية ووراثية.
-
التركيبة النفسية للشخص المريض.
-
التجارب والخبرات الحياتية التي مر بها الشخص.
ومتى تفاقم الخوف المرضي يصاب الشخص بحالات من الخوف المستمر، والغير مبرر ويصبح الشخص المريض غير قادرًا على السيطرة على نفسه، وفى كل عام يعاني من 5% إلى 9% من الأشخاص على مستوى العالم من شكل أو أكثر من أشكال الرهاب أو الخوف المرضي
فوبيا الظلام أسبابها وطرق علاجها:
الخوف من الظلام ” نيكتوفيليا ” :
الخوف من الظلام هو شكل من أشكال الرهاب ( الخوف المرضي ) ويظهر بكثرة لدى الأطفال عنه فى الكبار، كما أنه قد يظهر فى مرحلة الشيخوخة أكثر منه فى مرحلة الشباب، وهذا الشكل من الخوف المرضي يصيب الإنسان بسبب الفقدان المؤقت الذي يصيب العينين فى الظلام، لذلك هو يصاب بحالة من الخوف الشديد والهلع من الظلام وأيضا يخاف الشخص المريض من الليل لما يرتبط فى ذهنه من قصص وخرافات عن الجن والأشباح، لأن الخوف من الظلام يرتبط عادةً فى ذهن الشخص المريض بخبرات وتراكمات خاصة لديه على مر السنين.
الأعراض الشائعة فوبيا الظلام :
-
التوتر والهلع الشديد من الأماكن المظلمة ومحاولة عدم التواجد فى أي مكان مظلم ويتمثل ذلك فى خوف دائم ومستمر.
-
ـ تجنب ممارسة أي عمل أو أي نشاط خلال فترة الليل، لما يرتبط فى ذهن الشخص المريض من عتمة الليل.
-
خدوث إضطرابات النوم والقلق ليلًا بسبب الخوف الشديد. ـ عدم الخروج ليلًا من المنزل وخاصةً فى المناطق الريفية والمناطق الغير مأهولة بكثافة سكانية.
-
فقد السيطرة على النفس بسبب شدة الخوف. ـ محاولة الهروب من الغرف المظلمة داخل المنزل.
الأعراض الفسيولوجية فوبيا الظلام :
- صعوبة التنفس.
-
تسارع نبضات القلب.
-
ألم وضيق فى الصدر.
-
الرجفان.
-
الدوار.
-
تنميل وشد عضلي وعدم القدرة على التحرك.
-
إضطرابات المعدة.
ـ
-
التعرق.
-
ـ الشعور بالبرودة أو السخونة.
أسباب فوبيا الظلام :
فوبيا الظلام تبدأ فى الظهور عادةً فى الفترة من 3 إلى 6 سنوات وإذا تركت دون علاج قد تستمر مع الشخص حتى نهاية العمر، وتظهر فوبيا الظلام فى هذه السن عادةً نتيجة التربية الخاطئة للأطفال، وأيضًا تعرض الأطفال لحوادث مخيفة، أو مشاهدة أفلام الرعب، كما توجد عوامل جينية ووراثية، وكل هذه العوامل قد تشكل أو ترسم الإرتباط الذهني لدى الأطفال من أن الجن والعفاريت والأشباح تظهر وتنتشر فى الظلام، وذلك الإرتباط الذهني راجع بلا شك إلى الخرافات القديمة التي كانت تحكيها الجدات والأمهات مثل حواديت ” أبو رجل مسلوخة ” و” ابو شوال ” والعفاريت والروح الشريرة، وما شابه ذلك، وكذلك أفلام الرعب والجريمة المنتشرة حاليًا بكثرة على شاشات التلفاز ومواقع الإنترنت.
طرق علاج فوبيا الظلام :
-
يستلزم علاج فوبيا الظلام، معرفة السبب الحقيقي الذي أدى بالشخص المريض إلى هذه الحالة، وعدم الخجل من الاعتراف بالمشكلة.
-
بعد معرفة السبب الحقيقي هل بسبب الأفلام المرعبة وأفلام الجريمة، أو حادثة قديمة، أو بسبب الخوف من اللصوص يتم التحدث مع الشخص المريض بناءًا على ما سبق بشكل منطقي ومحاولة تفنيد هذه الأسباب بشكل علمي ومنطقي.
-
التحدث مع الشخص المريض كثيرًا وبشكل مستمر ومحاولة إبراز جوانب إيجابية فى الظلام، مثلًا أن الظلام قد يكون باعثًا على الإسترخاء والهدوء وذلك لهدم الخبرات السلبية التي تكونت لديه على مر السنين.
-
يجب محاولة إقناع المريض بالتفكير فى شئ أخر، وعدم التركيز على الظلام والخوف الناجم عنه.
-
لابد التأثير النفسي على المريض بمحاولة تعويده تدريجيًا على النوم بمفرده، وكذلك تقليل الإضاءة بشكل تدريجي وليس بشكل مفاجئ.
-
تعويد المريض على الإسترخاء قبل النوم، وترتيب حجرته بشكل هادئ وجذاب يساعد ويجلب على النوم.
-
البعد عن كل ما يثير ويسبب القلق للمريض مشاهدة أفلام الرعب والجريمة وخاصة فى الليل. ـ
-
يلزم عدم الأكل بكثرة وحتى الأمتلاء ليلًا والإبتعاد عن الكافيين.
-
لابد من تناول بعض الأدوية التي تقلل من حالات القلق والتوتر ولكن يجب أن يكون ذلك تحت إشرافً طبيًا كاملًا.
التنبيهات : مشاريع مربحة في القرى 2023 | أسرتيمشاريع مربحة في القرى 2023
التنبيهات : برنامج تربية الاطفال الامريكي